الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ينهى الله عباده المؤمنين عن مشابهة الكفار في اعتقادهم الفاسد الدال عليه قولهم في الذين ماتوا في الأسفار والحروب لو تركوا ذلك لما أصابهم ما أصابهم وفي هذا ردّ لإرجاف المنافقين الذين كانوا يلقون تبعة قتل المؤمنين في أُحُد على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنه صلّى الله عليه وآله وسلّم أخرجهم فقُتلوا، فقد حسبوا أن الموت والقتل لا يكونان إلا بتقدير وقضاء وليس يفيد في ذلك البقاء، وعلى كلٍّ فليس الموت والقتل مما يكون سببهما السفر والغزو كما زعمه الكفار بل هناك أسباب خفيّة تدير هذين الأمرين الى جنب الأسباب الظاهرة، فليس كل سفر وغزو موجباً للموت كما ليس كل إقامة موجباً للبقاء، والكفار إنما قالوا ذلك يريدون تثبيط الناس عن الجهاد لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ الاعتقاد حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِم لما حصلت لهم من الخيبة حيث رأوا رجوع إخوانهم من السفر والجهاد بالربح والظفر، ومن الطبيعي أن يحزن ويخسر الشخص الجامد لما ناله الشخص المتحرك من الخير والتقدم، فالحياة والموت من الله ، فارغبوا في الطاعة والجهاد، واحذروا من المخالفة والفرار، فإن الله سبحانه يعلم أعمالكم ويبصر صُنعكم.
المزيد |